" الخسوف والكسوف : ويراد به حدوثهما بشكل يختلف عن الشكل الاعتيادي له. فبدلا عن أن يحدث الكسوف في أول الشهر والخسوف في وسطه، كما هو المعتاد، فان حدوثهما. سوف يكون بالعكس، فيحدث الكسوف في وسط الشهر والخسوف في أوله.. بشكل لم يسبق له نظير منذ أول البشرية إلى حين حدوثه".[1] ولا ريب أن الأمر غيبي تمامًا إذ لو كان على المقاييس العادية لصار من السهل معرفة وقت خروجه إذ يستطيع علماء الفلك أن يعرفوا تاريخ حدوث هاتين الظاهرتين قبل حصوله فعلا بمئات السنين، والفرض أن توقيت خروجه أيضا هو غيبيٌّ تمامًا.

وثانيًا: فإن قسمًا مما ورد في الروايات عن حركته عليه السلام وشعاراتها، ينبغي التأمل في دلالاته والتعمق في مقاصده، فمثلا أنه يظهر في مكة المكرمة وينطلق من هناك وعند الركن والمقام، ففي هذا هو يشابه جده المصطفى الذي كانت انطلاقة دعوته من مكة، حيث الكعبة وبيت التوحيد الابراهيمي، ليقول إنها مسيرة واحدة من شيخ الأنبياء إبراهيم إلى خاتم الرسل المصطفى إلى آخر الأوصياء النجباء. أهدافهم واحدة ومنطلقاتهم كذلك. إن الروايات تنص على أنه يقف بين الركن والمقام ويكون ذلك في يوم عاشوراء. ويعتزي للأنبياء فهو أولى الناس بهم، ويدعو الناس إلى متابعته.

[1] ) الصدر؛ السيد محمد صادق: تاريخ ما بعد الظهور ٣/ ١١٧