responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 114

وأمام هذه الأطواق المتعددة من الحصار نعتقد أن الإمام الصادق عليه السلام سلك طرقًا حكيمة في الرد عليها:

1/ فمن ذلك أنه أمر شيعته بتخفيف حركة التبليغ للمذهب في صورها الفاقعة، وأمرهم أن يستمروا في كونهم دعاة صامتين وبأعمالهم، وبالطبع فإن هذا الثاني مؤثر جدا من دون أن تكون له استتباعات، بل هو خير رد على ما كان يُنبَز به شيعة أهل البيت وتكذيب للنابزين والطاعنين إذ لا دليل كالوجدان ورؤية العيان!

في الوقت نفسه فقد أمر عليه السلام بتخفيف الدعوة المباشرة التي قد تستثير مخالفي المذهب وتستدعي ردة فعلهم، وهم الذين يمتلكون القوة والسلطة! فعن ثابت أبي سعيد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " يا ثابت ما لكم وللناس، كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم، فوالله لو أن أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أن يضلوا عبدًا يريد الله هداه ما استطاعوا، كفوا عن الناس ولا يقول أحدكم: أخي وابن عمي وجاري، فإن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه، فلا يسمع بمعروف إلا عرفه ولا بمنكر إلا أنكره، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره".[1]

ويجمع ذلك ما قاله في وصيته لأصحابه " أوصيكم بتقوى اللّه واجتناب معاصيه ، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم ، وحسن الصحابة


[1] ) الكافي ٢/٢١٣ وقد أفرد الكليني فيه بابًا كاملا بعنوان ترك دعاء الناس .

نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست