نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 147
أنهم قد ظُلموا بشكل كبير، وكان هذا أحد أسباب
ثورتهم على ظالميهم، وكان ظالموهم – لا سيما المنصور
العباسي وموسى الهادي – أقسى وأسوأ الخلفاء
في مواجهة الثائرين، ومن الطبيعي هنا لو خير الإنسان بين التعاطف مع الظالم العاتي
أو التعاطف مع المظلوم المتقي أن يختار الثاني.
2/ إن هذا التعاطف لم يكن يبلغ درجة أن يكون الإمام
المعصوم جزءا من تلك الحركات الثورية أو أن يؤمن بكل ما تبشر به وتنطلق منه! بل
كان ينبغي أن يكون العكس بمعنى أن تلك الحركات وقادتها كان ينبغي أن يكونوا جزءًا
من حركة الإمام المعصوم وسياسته.
فإننا نلاحظ مثلا أن عبد الله بن الحسن والد
(الثائرين الثلاثة محمد وابراهيم وادريس) كان يبشر بكون ابنه محمد هو المهدي ،
وسواء كان ذلك التبشير به عن اعتقاد أو عن عمل سياسي ودعائي يهدف إلى استقطاب
الأنصار ، فإنه كان خطأ واضحًا في رؤية الأئمة عليهم السلام، حيث أنهم يعلمون بأن
المهدي هو من أبناء الحسين دون الحسن عليهما السلام ، وأنه لم يأت زمانه بعد، وأنه
ابن الحسن العسكري لا عبد الله بن الحسن، وأن فكرة (اسم أبيه كاسم أبي كما نقل عن
الرسول في مصادر مدرسة الخلفاء) هي خاطئة، وربما يكون العباسيون قد أسهموا فيها
أيضا .
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 147