نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 182
فقد كفر باللّه وبآياته لقول رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله من شبه اللّه بخلقه فقد كفر ولقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي
قال سئل أمير المؤمنين عليه السّلام فقيل يا أخا رسول اللّه هل رأيت ربك؟.
فقال : وكيف أعبد من لم أره؟ لم تره العيون بمشاهدة
العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان فإذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر
فإن كل من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ولا بد للمخلوق من الخالق فقد جعلته
إذًا محدَثًا مخلوقًا ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع اللّه شريكًا! ويْلَهم: أو لم
يسمعوا بقول اللّه تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ
الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) وقوله (لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ
انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا
تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا..)؟ وإنما طلع من نوره على الجبل
كضوء يخرج من سم الخياط فدكدكت الأرض وصعقت الجبال فخرّ موسى صعقًا أي ميتًا فلمّا
أفاق ورد عليه روحه قال سبحانك تبت إليك من قول من زعم أنك ترى ورجعت إلى معرفتي
بك أن الأبصار لا تدركك وأنا أوّل المؤمنين وأول المقرين بأنك تَرى ولا تُرى وأنت
بالمنظر الأعلى".[1]