نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 183
3/ وأما الأعراض التي تجري على المخلوقين:
فهو منزه عنها خلافا لما انتهى إليه أهل الحديث الذين عبدوا الألفاظ، وأبعدوا
الفهم العقلي المتسق مع القرآن ، وما ذلك إلا نتيجة مقدمات الإيمان بالتشبيه
والابتعاد عن التنزيه، فإن الذي يعتقد بأنه سبحانه له يد وساق ووجه و.. لا بد أن
ينتهي إلى أنه في صورة شاب أمرد أو صورة آدم، وسينتهي إلى أن رؤيته في الجنة متاحة
بل في الدنيا في عالم الرؤيا كما زعموا!! وإذا كان كذلك فإن له رضا وغضبا وإذا غضب
ثقل عرشه الذي هو جالس فوقه فأحس بثقله الملائكة، وأنه ينتقل من مكان إلى مكان ومن
سماء عليا إلى أخرى دنيا.. إلى آخر هذه الجهالات التي تصور سلطانا من سلاطين
الدنيا ولا تعرّف رب الآخرة والأولى!
وكان دور أئمة الهدى عليهم السلام نفي هذه الضلالات
من الأمة. بإخبارها بأن من التوحيد لله الإقرار بالعجز عن صفته فإن الله سبحانه،
فعن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال:" إن اللّه تبارك وتعالى لا يوصف
بزمان ولا مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون
والانتقال تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا".[1]