نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 184
لله رضا وغضب لكن ليس كما يتصور أولئك؛ فعن هشام بن
الحكم أن رجلا سأل أبا عبد اللّه عليه السّلام عن اللّه تبارك وتعالى له رضى وسخط؟
فقال:" نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين وذلك أن الرضا والغضب دخال
يدخل عليه فينقله من حال إلى حال معتمل مركب للأشياء فيه مدخل".
وسأله آخر نفس السؤال فقال: "نعم وليس ذلك على
ما يوجد من المخلوقين ولكن غضب اللّه عقابه ورضاه ثوابه".[1]
وجوامع القول في هذا ما نقله الإمام الصادق عليه
السلام عن جده أمير المؤمنين علي عليه السلام، كما نقله ذلك عنه إسماعيل بن قتيبة
قال : دخلت أنا وعيسى شلقان على أبي عبد اللّه عليه السّلام، فابتدأَنا فقال: عجبا
لأقوام يدّعون على أمير المؤمنين عليه السّلام ما لم يتكلّم به قطّ! خطب أمير
المؤمنين عليه السّلام النّاس بالكوفة فقال الحمد للّه الملهم عباده حمده وفاطرهم
على معرفة ربوبيّته . الدّالّ على وجوده بخلقه وبحدوث خلقه على أزله وباشتباههم
على أن لا شبه له المستشهد بآياته على قدرته الممتنعة من الصّفات ذاته ومن الأبصار
رؤيته ومن الأوهام الإحاطة به ، لا أمد لكونه ولا غاية لبقائه لا تشمله المشاعر
ولا تحجبه الحجب، والحجاب بينه