responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 185

وبين خَلقِه خَلقُه إيّاهم لامتناعه ممّا يمكن في ذواتهم ولا مكان ممّا يمتنع منه ولافتراق الصّانع من المصنوع والحادّ من المحدود والرّبّ من المربوب .

الواحد بلا تأويل عدد والخالق لا بمعنى حركة والبصير لا بأداة والسّميع لا بتفريق آلة والشّاهد لا بمماسّة والباطن لا باجتنان والظّاهر البائن لا بتراخي مسافة. أزَلُه نهيةٌ لمجاول الأفكار ودوامه ردع لطامحات العقول قد حسر كنهه نوافذ الأبصار وقمع وجوده جوائل الأوهام فمن وصف اللّه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه ومن عدّه فقد أبطل أزله ومن قال أين فقد غيّاه ومن قال علام ؟ فقد أخلى منه ومن قال فيم فقد ضمّنه".[1]

ونكتفي بهذا القدر من استعراض أحاديثه عليه السلام في أمر المعرفة بالله ولزومها وحدودها، وهذا غيض من فيض مما نقل عنه والمنقول عنه هو شيء يسير مما قاله عليه السلام.

الثاني/ نعم الله وما صنع بعبده

في الضلع الثاني من مربع أضلاع المعرفة والعلم الذي ينبغي أن ينتهي الناس إليه، أشار الإمام جعفر الصادق عليه السلام بعد معرفة الله تعالى إلى " أن تعرف ما صنع بك" من النعمة والعطاء فإذا عرف الإنسان ذلك عرف لزوم شكره وطاعته.


[1] ) المصدر السابق 2/١٣٣.

نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست