نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 188
وقد فرض على الإنسان هذا الذي يستشعر نعمة الله عليه وما
صنع به من الخير، أن يظهر نعم الله عليه وأن يحدّث بها بإظهارها وإعلانها وحينئذ
يكون حبيبا لله، وفي مقابله من يكتمها ويخفيها فإنه بغيض الله تعالى.
قال الإمامُ الصّادقُ عليه السلام :" إذا أنعَمَ
اللَّهُ على عَبدِهِ بنِعمَةٍ فظَهَرَت علَيهِ سُمِّيَ حَبيبَ اللَّهِ مُحَدِّثاً
بنِعمَةِ اللَّهِ ، وإذا أنعَمَ اللَّهُ على عَبدٍ بِنِعمَةٍ فلَم تَظهَرْ علَيهِ
سُمِّيَ بَغيضَ اللَّهِ مُكَذِّباً بنِعمَةِ اللَّهِ".
ولذلك فـ " إنّي لَأكرَهُ لِلرّجُلِ أن يَكونَ
علَيهِ نِعمَةٌ مِن اللَّهِ فلا يُظهِرُها».
وهذا ليس أمرا كماليا، وإنما يتصل بمسألة الاعتقاد
والمعرفة بالله، ومن المعرفة به سبحانه أنه جميل ولذلك يحب التجمل : "إنّ
اللَّهَ تعالى يُحِبُّ الجَمالَ والتَّجملَ ، ويُبغِضُ البُؤسَ والتَّباؤسَ ، فإنّ
اللَّهَ عَزَّ وجلَّ إذا أنعَمَ على عَبدٍ نِعمَةً أحَبَّ أن يَرى علَيهِ أثَرَها
. قيلَ : وكيفَ ذلكَ ؟ قالَ : يُنَظِّفُ ثَوبَهُ ، ويُطَيِّبُ رِيحَهُ ،
ويُجَصِّصُ دارَهُ ، ويَكنُسُ أفنِيَتَهُ ، حتّى إنّ السِّراجَ قَبلَمَغيبِ
الشَّمسِ يَنفي الفَقرَ ويَزيدُ في الرِّزقِ» كما روي عن الإمام عليه السلام[1]،
وهذه الأمور إنما هي أمثلة ولا ينحصر أمر الجمال والتجمل بها.