نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 189
3/ المفروض أن الله سبحانه إنما أنعم على الإنسان
النعمة لكي تستمر وتدوم بحسب طبعها ومقتضاها، فلا تنقطع قبل أوان انتهائها، ولكن
بعض الناس لا يحسن مجاورة النعمة فتفر منه، وتنتهي من حياته، والعاقل هو الذي يعرف
كيف يحتفظ بنعمة الله عليه مستمرة بل زائدة، ودوامها يكون بسلوك طريق حدده الإمام
عليه السلام بخطوات متعددة فقد قال : لا تَدومُ النِّعَمُ إلّا بثَلاثٍ :
مَعرِفَةٌ بما يَلزَمُ للَّهِ سبحانَهُ فيها ، وأداءُ شُكرِها ، والتَّعَبُ فيها".
وينبغي أن يحذر كل الحذر من احتجابها لنفسها وعدم نفع
غيره بها، فإنما أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بما يزيد عن حاجاته وكمالياته من
أجل أن يكون واسطة لإيصال النعمة لغيره، فينبغي أن يحتمل مؤونتهم وأن يرفع بعض
ثقلها ببعض ما أفاء الله عليه من كثير، ولذا قال عليه السلام :" مَن عَظُمَت
نِعمَةُ اللَّهِ علَيهِ اشتَدَّت مَؤونَةُ النّاسِ علَيهِ ، فاستَديموا النِّعمَةَ
باحتِمالِ المَؤونَةِ ولا تُعَرِّضوها لِلزَّوالِ ، فقَلَّ مَن زالَتَ عَنهُ
النِّعمَةُ فكادَت أن تَعودَ إلَيهِ".[1]
4/ وأسوأ ما يتعامل به البعض مع نعم الله سبحانه أن
يجعلها طريقًا للمعصية أو لزيادة المعصية وأن ينفقها في تحدي أوامر الله تعالى!
وكأنه يحارب الله بالسلاح الذي زوده به، ويصارعه