نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 190
بالقوة التي أعطاه! فيوصي إمامنا عليه السلام العباد
الذين أنعم الله عليهم بأن يعظموا حق الله ولا يبذلوا نعمه عليهم في معاصيه:"
إن أرَدتَ أن يُختَمَ بخَيرٍ عَمَلُكَ حَتّى تُقبَضَ وأنتَ في أفضَلِ الأعمالِ ،
فعَظِّمْ للَّهِ حَقَّهُ أن لا تَبذُلَ نَعماءهُ في مَعاصيهِ".
وليحذر أن لا تكون نعم الله عليه فخًّا منصوبًا له،
فيكون مذنبًا ويرى نعم الله لم تنقطع عنه فيتمادى في الذنب ويسرف فيه وينخدع عن
الاستغفار، ويستدرج نحو حتفه وقد لا يكون هذا الصنف قليلا فـ " كَم مِن
مَغرورٍ بما قَد أنعَمَ اللَّهُ علَيهِ ، وكَم مِن مُستَدرَجٍ بِسَترِ اللَّهِ
علَيهِ ، وكَم مِن مَفتونٍ بثَناءِ النّاسِ علَيهِ"!
وقد سئل عليه السلام عن الاستدراج في قولهِ تعالى : «
سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ » - : هُو العَبدُ يُذنِبُ
الذّنبَ ، فتُجَدَّدُ لَهُ النِّعمَةُ مَعهُ ، تُلهيهِ تِلكَ النِّعمَةُ عنِ
الاستِغفارِ مِن ذلكَ الذَّنبِ .
وفي موضع آخر قال : هُو العَبدُ يُذنِبُ الذَّنبَ ،
فيُملى لَهُ ويُجَدَّدُ لَهُ عِندَها النِّعَمُ ، فتُلهيهِ عنِ الاستِغفارِ مِن
الذُّنوبِ ، فهُو مُستَدرَجٌ مِن حَيثُ لا يَعلَمُ.[1]