نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 229
عني ، فاستحل بذلك لعنته والبراءة منه . فإن أبي كان
يقول : " وأي شيء أقر للعين من التقية ،إن التقية جُنّة (درع) المؤمن ولولا
التقية ما عبد الله " . وقال الله عز وجل : " لَا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ
تُقَاةً )[1]يا
بن النعمان إياك والمراء ، فإنه يحبط عملك . وإياك والجدال ، فإنه يوبقك . وإياك
وكثرة الخصومات ، فإنها تبعدك من الله . ثم قال : إن من كان قبلكم كانوا يتعلمون
الصمت وأنتم تتعلمون الكلام ، كان أحدهم إذا أراد التعبد يتعلم الصمت قبل ذلك بعشر
سنين فإن كان يحسنه ويصبر عليه تعبد وإلا قال : ما أنا لما أروم (أطلب ) بأهلٍ ،
إنما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء وصبر في دولة الباطل على الأذى ، أولئك
النجباء الأصفياء الأولياء حقا وهم المؤمنون . إن أبغضكم إليّ المترئسون .
المشاؤون بالنمائم ، الحسدة لإخوانهم ليسوا مني ولا أنا منهم .إنما أوليائي الذين
سلموا لأمرنا واتبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كل أمورنا . ثم قال : والله لو قدم
أحدكم ملء الأرض ذهبًا على الله ثم حسد مؤمنًا لكان ذلك الذهب مما يكوى به في
النار .
يا بن النعمان إن المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هو
أعظم وِزرًا ،