نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 35
وكان أشد الأمر في زمان هشام بن عبد الملك؛ لجهات في
شخصيته،[1]وأيضا
لثورة عم الإمام الصادق زيد بن علي بن الحسين، ولطول فترة حكمه.
فإن هشامًا كما استثاره تكريم الناس واحترامهم للإمام
السجاد، كذلك استثاره كلام الإمام الصادق في فضيلة أهل البيت عليهم السلام، فأراد
أن ( يهين) الإمامين الباقر والصادق، وهذا ما نقله صاحب دلائل الإمامة في الخبر
التالي قال: حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين ، وكان قد حج في تلك
السنة محمد بن علي الباقر وابنه جعفر عليهم السلام، فقال جعفر في بعض كلامه
:" الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيًّا ، وأكرمنا به ، فنحن صفوة الله على
خلقه ، وخيرته من عباده ، فالسعيد من اتبعنا ، والشقي من عادانا وخالفنا ، ومن
الناس من يقول إنه يتولانا وهو يوالي أعداءنا ومن يليهم من جلسائهم وأصحابهم ، فهو
لم يسمع كلام ربنا ولم يعمل به" .
قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: فأخبر
مسلمة (بن عبد الملك) أخاه بما سمع، فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى
[1] ) تشير بعض النصوص التاريخية إلى حسد عنده لأهل الفضل، وحقد عليهم
بسبب انعدام مقومات السمو باستثناء السلطة، ولعل موقفه من تكريم الناس الإمام
السجاد عليه السلام وهو يطوف بالكعبة المشرفة، دون الاعتناء بهشام وما قاله
الفرزدق الشاعر حينها من القصيدة الميمية المعروفة في مدح الإمام، ثم أمر هشام ـ
وكان ولي العهد ـ بحبس الفرزدق أحد تلك المؤشرات.
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 35