نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 36
دمشق ، وانصرفنا إلى المدينة ، فأنفذ بريدًا إلى
عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي معه ، فأشخصنا ، فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثة
أيام ، ثم أذن لنا في اليوم الرابع ، فدخلنا وإذا هو قد قعد على سرير الملك ،
وجنده وخاصته وقوف على أرجلهم سماطين متسلحين ، وقد نصب البرجاس[1]
حذاءه ، وأشياخ قومه يرمون .
فلما دخل أبي وأنا خلفه ما زال يستدنينا منه حتى
حاذيناه وجلسنا قليلا ، فقال لأبي : يا أبا جعفر ، لو رميت مع أشياخ قومك الغرض! .
وإنما أراد أن يهتك بأبي ظنا منه أنه يقصر ويخطئ ولا يصيب إذا رمى ، فيشتفي منه
بذلك ، فقال له : إني قد كبرت عن الرمي ، فإن رأيت أن تعفيني .
فقال : وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد ( صلى الله
عليه وآله ) لا أعفيك . ثم أومأ إلى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك .
فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ، ثم تناول منه سهمًا
فوضعه في كبد القوس ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه ، ثم رمى فيه الثانية فشق
فوق سهمه إلى نصله ، ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض ، وهشام
يضطرب في مجلسه ، فلم