نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 37
يتمالك أن قال : أجدت يا أبا جعفر ، وأنت أرمى العرب
والعجم ، كلا زعمت أنك قد كبرت عن الرمي . ثم أدركته ندامة على ما قال .
وكان هشام لا يكني أحدا قبل أبي ولا بعده في خلافته ،
فهم به وأطرق إطراقة يرتئي فيه رأيًا ، وأبي واقف بحذائه مواجها له ، وأنا وراء
أبي .
فلما طال وقوفنا بين يديه غضب أبي فهمَّ به ، وكان
أبي إذا غضب نظر إلى السماء نظر غضبان يتبين للناظر الغضب في وجهه ، فلما نظر هشام
ذلك من أبي قال له : يا محمد ، اصعد ، فصعد أبي إلى سريره وأنا أتبعه ، فلما دنا
من هشام قام إليه فاعتنقه وأقعده عن يمينه ، ثم اعتنقني وأقعدني عن يمين أبي ، ثم
أقبل على أبي بوجهه فقال له : يا محمد ، لا تزال العرب والعجم تسودها قريش ما دام
فيهم مثلك ، ولله درك ، من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلمته ؟
فقال له أبي : قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه ،
فتعاطيته أيام حداثتي ، ثم تركته ، فلما أراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت إليه.
فقال له : ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت ، وما
ظننت أن في الأرض أحدا يرمي مثل هذا الرمي ، أين رمي جعفر من رميك ؟
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 37