نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 48
كما أن المرحوم الشيخ أسد حيدر[1]قد
نقل القول بتسميم المنصور للإمام عليه السلام عن عدد من المؤرخين منهم المسعودي في
مروج الذهب ، وابن حجر في صواعقه وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة والشبراوي
في الاتحاف لحب الأشراف والشبلنجي في نور الأبصار والقرماني في تاريخه ، والخفاجي
في شرح الشفاء وغيرهم مما يطول ذكره.
لكن ذهب الشيخ المفيد إلى عدم القطع في استشهاده
بالسمّ. وهذا ما فهمه العلامة المجلسي منه ولم يوافقه عليه في البحار[2]
ولعله لهذه الجهة فإن صيغة الصلاة على الإمام الصادق التي ذكرناها عن الاقبال مع
احتوائها على جملة ( وضاعف العذاب
[2] ) فقال العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٢٧/٢١٨
:قال الشيخ المفيد رحمه الله في شرح العقائد : وأما ما ذكره الشيخ أبو جعفر رحمه
الله من مضي نبينا والأئمة عليهم السلام بالسم والقتل فمنه ما ثبت ومنه ما لم يثبت
، والمقطوع به أن أمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم خرجوا من الدنيا
بالقتل ولم يمت أحدهم حتف أنفه ، ومن بعدهم مسمومًا موسى بن جعفر عليه السلام ،
ويقوى في النفس أمر الرضا عليه السلام ، وإن كان فيه شك ، فلا طريق إلى الحكم فيمن
عداهم بأنهم سموا واغتيلوا أو قتلوا صبرا ، فالخبر بذلك يجري مجرى الإرجاف ، وليس
إلى تيقنه سبيل ، انتهى كلامه رفع الله مقامه. وأقول : مع ورود الأخبار الكثيرة
الدالة عموما على هذا الامر والاخبار المخصوصة الدالة على شهادة أكثرهم وكيفيتها
كما سيأتي في أبواب تواريخ وفاتهم عليهم السلام ، لا سبيل إلى الحكم برده وكونه من
الإرجاف ، نعم ليس فيمن سوى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وموسى بن جعفر
وعلي بن موسى عليهم السلام أخبار متواترة توجب القطع بوقوعه ، بل إنما تورث الظن
القوي بذلك ، ولم يقم دليل على نفيه ، وقرائن أحوالهم وأحوال مخالفيهم شاهدة بذلك
، لا سيما فيمن مات منهم في حبسهم وتحت يدهم ، ولعل مراده رحمه الله أيضا نفي
التواتر والقطع لا رد الاخبار.
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 48