نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 58
يرعَ المنصور الدوانيقي كلام النبي في ذلك وافترى
بقوله : "ثم قام جدُّكَ الحسن فباعها بِخرَق ودراهم، ولَحِقَ بالحجاز، وأسلم
شيعتَه بيد مُعاوية، ودَفع الأموالَ إلى غير أهلها، وأخذَ مالاً من غير ولائه، فإن
كان لكم فيها حقٌّ فقد بِعْتموه وأَخذتُم ثمنَه".[1]
8/ وأسوأ من كل ما سبق( وكله أسوأ من بعضه) ما قاله
في حق الإمام الحسين بن علي عليه السلام ، حيث اعتبره (خارجًا) على عبيد الله بن
زياد!! واعتبر أن الناس كانوا مع ابن مرجانة حتى قتلوا الحسين وأتوا برأسه إلى ابن
مرجانة! ثم اعتبر الطالبيين خوارج على بني أمية! وكأن بني أمية هم أصحاب الحق
الإلهي في الإمامة والقيادة وأن من عارضهم يعتبر خارجيا؟،
فإذن في اعتقاد المنصور :
أبو طالب كافر[2]والعصمة
بينه
[1] ) تعرضنا إلى هذا الجانب وكيف أن نغمة المنصور هذه صارت منطلقا
للمستشرقين المسيحيين واليهود ليرقصوا عليها وينفخوا في بوقها ويسودوا صفحات الكتب
بتحليلاتهم البائسة عنها، فراجع كتابنا : سيد الجنة؛ الإمام الحسن بن علي عليه
السلام.
[2] ) وحيث أن هذا الكلام كان يحتاج إلى إسناد من النقل فلذا افتري
على رسول الله صلى الله عليه وآله، بشأن أبي طالب الحديث المعروف بحديث الضحضاح
والذي نقله البخاري «صحيح البخاري» (5/ 52 ط السلطانية): وأسند إلى العباس بن عبد
المطلب!! أخي أبي طالب. زاعمين أنه :" قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ
وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، وَلَوْلَا أَنَا
لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ.»! ونلحظ أن البخاري كان في زمن
المتوكل العباسي المعروف بنصبه الظاهر لعداوة الإمام علي عليه السلام.
نعم
يوجد ما يشير إلى أن بعض أتباع النهج الأموي، وتنقل الرواية عن المغيرة بن شعبة
وهو المعروف بعدائه للإمام ولأهل البيت بالإضافة إلى انحرافه السلوكي، كانوا
يشيعون كفر أبي طالب نكاية بأمير المؤمنين عليه السلام، ولعله لهذا سأل أحدهم
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في
النار؟ فقال: مه فض الله فاك! والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب
على وجه الأرض لشفعه الله فيهم، أبي معذب في النار؟ وابنه قسيم الجنة والنار؟.
وكذلك سئل الإمام الباقر والصادق والرضا عليهم السلام عما يقوله أولئك الناس
فأجابوهم بتكذيب الخبر.. لكن لم ينقل أن خليفة من الأمويين تبنى هذا الموضوع
وأشاعه بنفسه وخطب فيه ووجه إليه كما فعل المنصور العباسي!
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 58