نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 74
والحال نفسه تكرر مع عمه عبد الله
بن علي بن العباس فإنه بعد أن حارب بقايا جيوش الأمويين وانتصر عليهم، وكان سيف
العباسيين على مخالفيهم، ادعى أنه بعد السفاح أولى بالخلافة من المنصور ( وهو
عمهما) فوجه له المنصور أبا مسلم الخراساني لقتاله ولسان حاله يقول: لا أبالي
أيهما قتل صاحبه! ولما لم يتمكن هذا منه خدعه بأمان مؤكد[1]وظن هذا أن الكلمات
المشددة تستطيع أن تمنع المنصور من الغدر! لكنه ما لبث أن أمر عيسى بن موسى بقتله!
وليأمر بعد ذلك عيسى بن موسى هذا بالتنازل عن ولاية العهد للمهدي بن المنصور ..
وإلا.
والطريف أن الثائر الحسني محمد بن
عبد الله (النفس الزكية ) عندما أعلن ثورته، أرسل إليه المنصور أمانًا ! ولعمري
فقد كان سخيًّا في إعطاء كتب الأمان الغادرة بقدر بخله في عطاء المال!! ولكن محمدا
بن عبد الله الحسني كان أذكى منه ففضحه قائلا : " «فأي الأمانات تعطيني! أمان
ابن هبيرة، أم أمان عمك عبد الله بْن علي، أم أمان أبي مسلم!».[2]
[1] ) في كتاب الأوائل للعسكري ص378 : "ومتى غدر أمير المؤمنين
بعمه عبد الله، أو أبطن غير ما أظهر أو تأول في شيء من شروط هذا الأمان فنساؤه
طوالق، ودوابه حبس، وعبيده وإماؤه أحرار، والمسلمون في حل من بيعته.. ".
والطريف
أن المنصور لم يكتف بقتل عمه الذي كتب له هذا الأمان المعنعن المطنطن، بل أمر بقتل
من كتب هذه العبارات لعمه!