نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 89
هؤلاء بعلمهم ولم يعاقبوهم بالحرمان! وإنما كانوا
يحاولون قدر الإمكان تقويم مسيرتهم،[1]وتقليل
أخطاء أحكامهم ، لا سيما وأن بعض هؤلاء كانوا هم القضاة والمفتين الرسميين، وهذا
نلاحظه في مناظرات الإمام الصادق عليه السلام مع أولئك الفقهاء،[2]بل
حتى في مناقشات أصحابه معهم. وقد نعرض ولو بنحو الإشارة لبعض تلك المناظرات.
الرابعة:
أن فقهاء مدرسة الخلفاء كانوا يعترفون للأئمة
المعصومين عليهم السلام بالتميز العلمي والأخلاقي، وإن لم يعترفوا لهم بالإمامة بالمعنى
الذي يعتقده الشيعة، ولكنهم لا يخفون إكبارهم وإعجابهم بهم، وإقرارهم بما لدى
الأئمة. ومع أن فقهاء مدرسة الخلفاء يعلمون بالموقف السلبي للحاكمين والخلفاء تجاه
أئمة أهل البيت عليهم السلام وهذا قد يمنعهم من إبداء إعجابهم بالأئمة لكيلا
يتعرضوا للأذى على أثر ذلك، مع هذا فقد رشح من كلامهم شيء غير قليل يفيد في هذا
الأمر.
وها نحن نشير إلى بعض ما رشح عن أولئك الفقهاء مع
ملاحظتنا أن تأييد الإمام الصادق عليه السلام والثناء عليه في ذلك الوقت