ربما كان يحسب على أنه مخالفة للخليفة وتأييد لمخالفيه!! بالإضافة إلى أن ذلك يعني توجيه السؤال لهم: إذا كنتم تعتقدون في الإمام جعفر هذا .. فلماذا تنشؤون مذهبا بموازاته؟

وهذه الكلمات تشهر في وجه المتطرفين السائرين على نهج ابن تيمية الذي كرر كلمة ؛ "إن هذا كذب" بين كل سطر وآخر! فانظر إلى ما نقله عبد القادر بن محمد الحنفي (ت ٧٧٥هـ) في كتابه[1]عَن الْحسن بن زِيَاد (اللؤلؤي) عَنهُ (أبي حنيفة) قَالَ مَا رَأَيْت أفقه من جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق دَعَاني الْمَنْصُور يَوْمًا وَقَالَ النَّاس قد أفتتنوا بِهِ فهيئ عَلَيْهِ من الْمسَائِل الشداد فهيأت لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَة ثمَّ دَعَاهُ وَقَالَ ألق عَلَيْهِ من مسائلك فألقيت عَلَيْهِ وَاحِدًا وَاحِدًا فَجعل يَقُول كَذَا قَالَ أهل الْمَدِينَة فِيهِ وَأَنْتُم قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا وَأَنا أَقُول فِيهِ كَذَا فَرُبمَا تابعنا وَرُبمَا تَابع أهل الْمَدِينَة وَرُبمَا خَالف الْكل فَلَمَّا فرغ قَالَ أَلسنا روينَا أَن أعلم النَّاس أعلمهم بِهَذِهِ الإختلافات».[2]

[1] ) الجواهر المضية في طبقات الحنفية، عبد القادر بن محمد الحنفي 1/486

[2] ) وهذه الحادثة والكلمة الأخيرة قد نقلها جمع غفير من العلماء والمؤرخين؛ فانظر.... و«الكامل في ضعفاء الرجال» (2/ 358): يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي (ت ٧٤٢هـ) «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (5/ 79): محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي (ت ٧٤٤ «طبقات علماء الحديث» (1/ 259)

ويلاحظ القارئ العزيز أن زمان هؤلاء المثبتين لتفوق الإمام هو نفس زمان ابن تيمية المتفوق في النفي والتكذيب!