نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 95
تحتها ؟ قال : لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شيء!
قال أبو عبد الله عليه السلام : فالظن عجز ما لم تستيقن ، قال أبو عبد الله عليه
السلام : فصعدت السماء ؟ قال : لا ! قال : فتدري ما فيها ؟ قال : لا! قال : فأتيت
المشرق والمغرب فنظرت ما خلفهما ؟ قال : لا! ، قال : فعجبًا لك ، لم تبلغ المشرق
ولم تبلغ المغرب ولم تنزل تحت الأرض ولم تصعد السماء ولم تخبر هنالك فتعرف ما
خلفهن وأنت جاحد ما فيهن ، وهل يجحد العاقل ما لا يعرف ؟ فقال الزنديق : ما كلمني
بهذا أحد غيرك "![1]
ـ ومنها في نفس الاتجاه ما رواه هشام بن الحكم مما
اعترض به أحد الزنادقة على الإمام في وحدانية الله وأنه لِمَ لا يكون في الكون
أكثر من خالق؟ فأجابه الإمام : لا يخلو قولك : إنهما اثنان ، من أن يكونا قديمين
قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا ، فإن كانا قويين فلِمَ
لا يدفع كل واحد منهما صاحبه ويتفرد بالتدبير؟ وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف
ثبت أنه واحد كما نقول ، للعجز الظاهر في الثاني ، وإن قلت : إنهما اثنان لم يخل
من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة فلما رأينا الخلق منتظما
والفلك جاريا واختلاف الليل والنهار ، والشمس والقمر دل صحة الأمر والتدبير