3/ وحيث كانت منزلة الإمام علي عليه السلام
وتقدمه على من سواه قضية أساسية لما كان عليه توجه الحكام؛ من أمويين قرروا شتمه
علانية، وعباسيين كالمنصور أسقط نموذجه وكرّس تيار البغض له عليه السلام، فقد اهتم
الأئمة عليهم السلام في تقرير الأدلة والبراهين على أفضليته لا على الصحابة فقط بل
على الأنبياء عليهم السلام، فهذا إمام الفقهاء جعفر بن محمد يخاطب عبد الله بن
الوليد السمان قائلا : ما يقول الناس في أولي العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه
السلام ؟
قال : قلت : ما يقدمون على أولي العزم أحدًا .
قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله تبارك
وتعالى قال لموسى : ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
مَوْعِظَةً) ولم يقل كل شيء موعظة . وقال لعيسى : ( وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ
الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) ولم يقل كل شيء وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه
السلام :