ومع عزل الإمام باعتباره خليفة المسلمين لمعاوية عن ولاية الشام، ورفض معاوية ذلك، فقد بدأ العصيان والاستعداد للمواجهة! ولكنه كان ينتظر نتائج الحرب بين أصحاب الجمل وبين علي بن أبي طالب.

في هذه الفترة حاول الإمام عليه السلام إنهاء الأمر بالطريق السلمي تجنبًا للحرب، وتبادل مع معاوية رسائل كثيرة (مجموعها نحو ثلاث عشرة رسالة) كانت تدور حول محاور متعددة، ما يهمنا منها هنا :

1/ إصرار معاوية على أنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو قاتل عثمان أو حامي قتلته لأنهم موجودون عنده.

2/ يجب تسليم قتلة عثمان إليه حتى يقتص منهم.

3/ الخلافة يجب أن تكون شورى بين المسلمين، حيث أنه لا يعتبر عليًا من خيار صحابة رسول الله وأن لديه الكثير من الأعداء، وعلاقته لم تكن حسنة بالخليفة الأول والثاني.

4/ التهديد الدائم بأنه سيقاتل الإمام عليه السلام بأبطال أهل الشام الذين سماهم " الليوث الضارية والسباع القاتلة"!

ومن الواضح أن تلك الأعذار كانت هروبا من أصل المسألة، وهي أن هناك خليفة جديدا انتخبه عامة الناس في المدينة (فله