نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 125
للغائب أن يردّ وإنّما الشّورى للمهاجرين والأنصار
إذا اجتمعوا على رجل فسمّوه إماما كان ذلك لله رضا".[1]
وكان في رسائل الإمام إشارات إلى أفضليته وسابقيته في
الإسلام وأنّ أهل البيت هم أهل رسول الله وأولى الناس به، وتصريحات قوية في رد
كلام معاوية بمسؤولية الإمام عن قتل عثمان، وأشدّ الإنكار أن يكون له يد في قتل
الخليفة الثالث، أما بشأن المطالبة بدمه فهو ليس من شأن معاوية بل من حق أولياء
الدم.
وكان في رسائل الإمام تهكم على معاوية في دعوته
للقتال والنزال! وأنه متى دعي بنو هاشم للقتال فنكصوا عنه وذكّره بما صنع
قائلا:" وقد علمتَ من قتلتُ من صناديد بني عبد شمس وفراعنة بني سهم وجمح وبني
مخزوم وأيتمتُ أبناءهم وأيّمتُ نساءهم، وأذكّرك ما لستَ له ناسيًا يوم قتلتُ أخاك
حنظلة وجررتُ برجله إلى القليب وأسرتُ أخاك عمرا فجعلتُ عنقه بين ساقيه رباطًا وطلبتُك
ففررتَ ولك حصاص (شدة الركض) فلولا أنّي لا أتبع فارًّا لجعلتُك ثالثَهما".[2]
[1]) وليعلم
أن الإمام هنا هو في مقام إلزام الخصم، لا إضفاء الشرعية على تلك الفترات. فإنه
ليس من المعقول أن يحتج على معاوية ببيعة الغدير مثلا أو بسائر الأحاديث التي لا
يعترف بها معاوية، لكنه يعترف بصحة بيعة الخليفتين، فيلزمه الإمام بهذا.