لقد أنقذت الحيلة والمكر (العاصي) جيش معاوية مرتين! ففي المرة الأولى عندما استشهد عمار بن ياسر في صف أمير المؤمنين عليه السلام في اليوم الثالث من بدء المعركة، فحدثت أزمة في جيش معاوية حيث تذكر بعضهم قول النبي صلى الله عليه وآله لعمار(تقتلك الفئة الباغية) وقد قتله جيش معاوية، وهذا يعيّن من هي الفئة الهادية والأخرى الباغية! لولا أنه خرج لهم بالقول : إنما قتله من أخرجه من بيته!! [1]يعني عليَّا.

والمرة الأخرى هي هذه: رفع المصاحف على الرماح!

ضاع النصر من جيش أمير المؤمنين بخدعة عمرو بن العاص وغباء أصحاب الجباه السود غير الواعين[2]!

تم الاتفاق على إنهاء الحرب الآن وتعيين حكمين يلتقيان بعد مدة من الزمان لكي يتباحثا في مصير الأمة!

ينبغي أن نلاحظ هنا نقطة مهمة وهي أن جيش الإمام علي عليه السلام هو

[1]) طبقا لهذا المنطق الأعوج فإن الذي قتل حمزة سيد الشهداء وجعفر بن أبي طالب هو رسول الله، والعياذ بالله، لأنه أخرجهما من بيتهما وليس وحشي أو جيش الروم!

[2] (تاريخ الطبري؛ نفس الصفحة : فقالوا له ما يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله عز وجل فنأبى أن نقبله فقال لهم فإني إنما قاتلتهم ليدينوا بحكم هذا الكتاب فإنهم قد عصوا الله عز وجل فيما أمرهم ونسوا عهده ونبذوا كتابه فقال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي ثم السنبسي في عصابة معهما من القراء الذين صاروا خوارج بعد ذلك يا علي أجب إلى كتاب الله عز وجل إذ دعيت إليه والا ندفعك برمتك إلى القوم "!