نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 162
القتال ما يعلم علمًا عاديًّا متعارفًا أنه سيقتل. ومع ذلك
يذهب، بل هناك حالات يكون غيره يعلم بموته أيضًا فضلا عنه، كما نقل أن الرسول لما
وجه المسلمين لمقاتلة الروم في مؤتة، قال: إن أصيب زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب
على الناس فإن أصيب جعفر فعلى الناس عبد الله بن رواحة.. فعلم المسلمون أنهم يقتلون.
وإنها لمنزلة عظيمة أن يعلم الإنسان أنه مقتول في طريق
الله ومع ذلك يختار ما عند الله سبحانه."[1]
وأما
أول توجيهَيْ الشيخ المفيد رحمه الله في هذه القضية فهو على خلاف مشهور العلماء،
حيث أنه قد قال ما خلاصته بأننا لا نقطع بعلم الإمام عليه السلام بتفاصيل مقتله
وساعة مصرعه، وإنما المعلوم إجماعًا أنه عالمٌ بالأحكام بتفاصيلها، وأنه يعلم على
نحو الإجمال بمقتله، وربما علم تفصيلًا بقاتله، أما أن يعلم بتفصيل المقتل من حيث
الوقت المحدد وما شاكل فلا يوجد.
والصحيح
هو توجيهه الثاني بقوله : " لا
يمتنع أن يتعبّده اللّه تعالى بالصبر على الشهادة والاستسلام للقتل، ليبلغه بذلك
علوّ