أهل البيت حيث الخليفة بعد النبي هو علي بن أبي طالب وبشهادته انقطعت خلافة النبوة. وحتى بناء على رأي مدرسة الخلفاء حيث يعتبرون أن خلافة النبي هي للخليفة الرابع وبعدها يبدأ الملك العضوض.

ج/ مما يشير إلى أن الكلمات (والتأبين) ليس لأبي بكر وإنما المقصود منها علي بن أبي طالب هو أن فيها نقدًا مباشرًا للأصحاب وبيانًا لتميز الإمام عليهم، فإن أصحاب النبي بحسب هذا النص قد ضعفوا واستكانوا ووهنوا، وهمّوا بالانحراف عن منهاج النبي، وفي المقابل فإن المخاطَب كان قويًّا، وناهضًا وقد لزم المنهاج. وقائمًا بالأمر حين فشلوا، وناطقًا حين تتعتعوا، وماضيًا بنور الله إذ وقفوا.

وهذا الخطاب بالنسبة للصحابة لا تقبله مدرسة الخلفاء، إذ ترى أصحاب النبي كلهم عدولًا، وأنهم خير الخليقة بعد رسول الله.

وإنما نمط هذا الخطاب هو ما يميز مدرسة أهل البيت، حيث تقيم الأصحاب؛ كلٌّ بحسب غنائه ودوره في نصر الدين، وتعتبر أنه كما فيهم المخلص القوي، فكذلك فيهم المنافق السيء، وفيهم المنحرف عن نهج النبي.. وبين هؤلاء فإن خيرهم في كل شيء هو الإمام علي عليه السلام.