فضائل الإمام علي عليه السلام وأنزل في حقه آيات تتلى آناء الليل وأطراف النهار.. فما هو الغرض من ذلك؟ وهكذا فإنه قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله مئات بل آلاف الأحاديث في شأن علي بن أبي طالب، من بداية دعوته لله وإلى أيام وفاته.. فما هو هدف تلك الأحاديث؟

البعض يتصور أن النبي صلى الله عليه وآله، صنع ما يصنعه كل إنسان عادي حين يرى شيئًا حسنًا فهو يشير إليه ويعرّف به، فكما رأى في علي صفات حسنة رأى في غيره كذلك وأشار إليها لكن عليًّا كان هو الأكثر، وربما تسكن هذه الفكرة ذهن كثيرين حتى من علماء مدرسة الخلفاء الذين ذكروا " مناقب العشرة المبشرين" كما قالوا، وبضمنهم الإمام علي الذي كان أكثرهم مناقب! أو حين ذكروا فضائل الصحابة أو بني هاشم وهكذا.

إلا أن ما نعتقده ونراه الصحيح هو أن دور بيان المناقب والفضائل، هو جزء من البلاغ المبين الذي قام به النبي للأمة لكي تهتدي طريقها بعده، وتسير على منهاجه في مستقبل أيامها..

وقد يرشد إلى هذا المعنى أن النبي صلى الله عليه وآله، قد ابتدأ بذكر مناصب علي عليه السلام بشكل مباشر من بداية دعوته وإنذاره عشيرته الأقربين، وهو المعروف بحديث الإنذار يوم الدار، وبيّن لهم أنه أخوه ووصيه ووارثه وخليفته فليسمعوا له وليطيعوا إياه!