نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 201
وهذه هي الغاية من ذكر المناقب والفضائل، فلم يكن
ذكرها لأجل أن يفخر علي على غيره أو يبطر بها! كما أن النبي صلى الله عليه وآله
كان له من الأعمال والأدوار ما لا يسمح له بأن يبين أن هذا أعلم أو أن ذاك أخوه أو
قسيم الجنة.. لا سيما مع هذه الكثرة الكاثرة من الأحاديث ومن الأيام الأولى إلى
آخر أيامه..
إن ذلك ليرشد إلى الأهمية الفائقة التي كان يوليها
النبي لبيان هذه المناقب والفضائل، بل القرآن الكريم عندما يسجلها، إنما ذلك لغاية
تتناسب مع هذا الاهتمام، وتلك الغاية هي إمامة الناس وقيادتهم، التي بينها القرآن
بصريح القول (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)[1]
فإن هذا اللحن من قول الله عز وجل يتناسب مع موضوع الإمامة وهداية الناس إليها،
وخريطة صحيحة في الاتجاه بعد الرسول، وهكذا.
ويشهد لذلك أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله كان
يقول هذه الكلمات ويبين هذه الفضائل عادة في حضور آخرين، حتى يشهدوه وينقلوه
لغيرهم، وكلامه فيها بمقتضى البلاغ المبين الذي كان وظيفة النبي، وأجلى ما كان هو
حدث الغدير، في عدد الحاضرين فيه وأول حدث شهد بيان الإمامة والخلافة لعلي كان يوم
الإنذار وما