وهكذا وقد مر شيء من الحديث في هذا الموضوع في بحث ظلامة علي عليه السلام ومظلوميته.

3/ إن المناقب المذكورة في حق أمير المؤمنين عليه السلام تكشف عن تكامل تام في الشخصية، وهو المطلوب في إمام المسلمين ـ بما هو عقيدة الإمامية في الإمام المنصوب من الله ـ. فهذه الفضائل والمناقب تشير إلى شخص اختصه الله منذ ما قبل ولادته (أحاديث النور الذي وصل لعبد المطلب ثم انقسم في ابنيه عبد الله وأبي طالب/ وأحاديث الشجرة : أنا وأنت من شجرة واحدة.. وغيره) وكان (أعلمكم، وهو باب مدينة العلم النبوي..) وهو نفسه (أول من آمن بي)، وهو (وارثي ووصيي) وهو الذي ما قلع باب خيبر بقوة جسدانية بل بقوة رحمانية، وهو وارث الأنبياء (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى إبراهيم.. ونوح..). وتتعجب من اجتماع هذه الصفات (المتخالفة ظاهرا [1](لولا أن الله سبحانه قد أراد لهذا الشخص ان يكون مكان النبي بعد وفاته، هاديا لأمته وقائدا لها..

وهذا النهج يختلف تماما عما يذكر لبعض الأشخاص من فضائل تراها لا تتناسب مع غيرها فيه، ولا يصدقها الواقع.

[1]) فانظر إلى كلمات ابن أبي الحديد في مقدمته لشرح نهج البلاغة إلى ص 27.