والإذعان بها، فإنها قد صدقتها الحقائق الخارجية ـ فيما يحتاج إلى جهة خارجية، فمثلا جانب العلم وأنه باب مدينة العلم النبوي، وأنه صاحب كلمة "سلوني " فما قالها غيره إلا افتضح، ولقد تألق سلام الله عليه في كل جواب؛ لقد تكلم في تفسير القرآن حتى أوقر حمل سبعين جمل من تفسير سورة الفاتحة، وتكلم في الفقه فأوضح المعضلات، ووصف في الطبيعة الحيوان فأبهر علماء الحيوان وهكذا.

وعندما وصفه الأمين جبريل مبلغًا عن ربه بأنه لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، كانت المعارك تنطق بهذا مصدقة وبطولاته فيها مسجلة ولا تخفى على متتبع.

6/ الأعجب مما سبق هو أن هذه المناقب والفضائل التي بين أيدينا في هذا الزمان هي " بقية " السيف و" ثمالة الكأس" والقليل الذي سلم من نظرات وأيدي موظفي جمارك السلطات، وشرطة التفتيش على مدى أربعة عشر قرنًا، كانت فيها فضائله مطاردة ومناقبه.

فإن ما يقرب من 85 سنة، من بعد وفاة النبي إلى خلافة عمر بن عبد العزيز كان فيها المرسوم السلطاني بمنع كتابة الحديث ونشره هو السياسة العامة المطبقة بحزم، قد أضاعت الكثير من