صغير السن[1] هذا لا يمنع تعيينه حتى من الولاية والإمامة والوصاية على الناس بعد الرسول.

ولم يكن هذا التعيين صوريًّا أو نظريًّا، بل بدأ الإمام ـ الوصي عمله في حماية النبي صلى الله عليه وآله، ومرافقته الدائمة، وصلاته [2] معه وتحت سمع ونظر القرشيين.

ونحن نلحظ أن النبي كلف عليًّا عليهما السلام في ترتيب أمر الدعوة لبني عبد مناف، وأن يصنع لهم طعامًا.[3]مع أن فيهم أعمامه ولهم الشوكة والقدرة وفي المقابل كان الإمام صغير السن!

[1] ( سوف يأتي في الحديث عن سيرة الإمام الجواد عليه السلام أن الإمامة الإلهية لا تتقيد بكبر السن ولا يمنعها صغر السن. فقد يكون شخص ابن سبعين سنة ولا يكون مؤهلا لها ويكون ابن سبع مؤهلا لها، وهنا النبي نصب عليّا وأعلن عنه منذ ذلك الحين.

[2] (النسائي؛ أحمد بن شعيب: خصائص علي ص23؛ وقد ذكر فيه رواية عفيف ووصفه لصلاة النبي وعلي وخديجة تلقاء الكعبة وأن العباس بن عبد المطلب في نهاية ذلك قال :.. أَتَدْرِي من هَذَا الشَّاب؟ فَقلت: لَا! فَقَالَ: هَذَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب هَذَا ابْن أخي وَقَالَ أَتَدْرِي من هَذَا الْغُلَام فَقلت لَا قَالَ عَليّ بن أبي طَالب بن عبد الْمطلب هَذَا ابْن أخي هَل تَدْرِي من هَذِه الْمَرْأَة الَّتِي خلفهمَا قلت لَا قَالَ هَذِه خَدِيجَة ابْنة خويلد زَوْجَة ابْن أخي هَذَا حَدثنِي أَن رَبك رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض أمره بِهَذَا الدّين الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ وَلَا وَالله مَا على ظهر الأَرْض كلهَا أحدٌ على هَذَا الدّين غير هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة».

[3]) الطبري؛ محمد بن جرير: تفسير جامع البيان 19/ 409 «عن عليّ بن أبي طالب: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ) دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "يا عليُّ، إنَّ الله أمَرَنِي أنْ أُنْذِرْ عَشِيرَتِي الأقْرَبِين"، قال: "فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أنى متى ما أنادهم بهذا الأمر أَرَ منهم ما أكره، فصمتُّ حتى جاء جبرائيل، فقال: يا محمد، إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربك. فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسًّا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب، حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به"، ففعلت ما أمرني به»