ولعمري إن قتل رجل من المسلمين في سبيل أهواء طامحين للرئاسة وناكثين للبيعة وخارجين على إمام الحق لهو كثير فما ظنك بتلك الأعداد؟

حرب صِفّين؛ شهر صفر سنة 37 هـ:

حدثت هذه الحرب التي شنها معاوية بن أبي سفيان ومعه جيش الشام في منطقة صفين قرب مدينة الرقة السورية، واستمرت جولاتها متقطعة إلى أن انتهت بالتحكيم في شهر رمضان سنة 38 للهجرة،[1] وهذا يعني أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وحكومته عاشوا أجواء الحرب مدة سنة وثمانية أشهر.

بدأت ظروف هذه الحرب عندما عزل الإمام عليٌّ عليه السلام معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام في ضمن حملة تطهير وإصلاح وعزل للولاة المعينين قبل خلافته، وبينما استجاب الكثير[2]واعتزلوا مناصبهم لصالح الولاة الجدد، فقد رفض معاوية ذلك، وبدلا من أن يتنحى فإنه رفض مبايعة الإمام واتهمه بالتحريض على قتل عثمان بن عفان، وبإخفاء قتلته وطالب بتسليمهم إليه!! ثم يجلس المسلمون ليتفاهموا على اختيار الخليفة الجديد! وكأن

[1]) في رأي بعضهم التحكيم كان سنة 37.

[2]) ومنهم جرير بن عبد الله البجلي والي همدان.