نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 58
كل الذي جرى من سنة 35 هـ من إجماع الناس في المدينة
على بيعة الإمام كان عبثًا ولغوًا!
وقد رد الإمام عليه السلام ـ حيث كان يدرأ الأمور
بالرفق ما استطاع ـ على معاوية «أما بعد، فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام!
فادخل فيما دخل فيه المسلمون، فإنّ أحبّ الأمور إليّ فيك العافية، إلا أن تتعرض
للبلاء، فإن تعرضت له قاتلتك، واستعنت بالله عليك. وقد أكثرتَ في قتله عثمان،
فادخل فيما دخل فيه الناس، ثم حاكم القوم إليّ أحملك وإياهم على كتاب الله، فأما
تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن. ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك، لتجدني
أبرأ قريش من دم عثمان".[1]
غير أن معاوية الذي كان يرى أن انعزاله عن الشام يعني
نهاية مستقبله السياسي بل ومستقبل بني أمية، بل كان يخاف أن يُعرّض للمساءلة عن
الأموال التي صرفت في غير حق.. لا سيما وأن الإمام قد أعلن بوضوح ملاحقته للمال
العام الذي سُلب ونهب مهما كانت حالته.
ولذلك كان خيار الحرب هو الوحيد أمامه بعدما كان قبول
العزل يعني ما سبق! فبدأ بالتحشيد والتعبئة النفسية لأهل الشام