نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 64
معركة النهروان وحرب الخوارج
مع أن تشكل (الخوارج) كمجموعة ناقمة على
الإمام ومخطئة لعمله، بل في بعض الأحيان مكفّرة إياه، كان منذ حيلة رفع المصاحف في
صفين، إلا أنهم لم يتحولوا إلى الاستعداد لقتال أمير المؤمنين إلا في شهر شوال من
سنة 37 هـ، وذلك بعد أن اعتزلوا الإمام وانفصلوا عن مجتمع الكوفة، وتجمعوا في
حروراء، قريبا من الكوفة، وأخذوا خلال هذه
المدة بالتخريب من قتل المؤمنين [1]الموالين
للإمام والإخلال بالأمن في الكوفة. وتجميع أنصارهم للقتال مع الإمام علي عليه
السلام.
وكان الإمام أمير المؤمنين ـ كعادته عليه السلام في
الرفق ودفع الحرب ما أمكن ـ يراسلهم تارة ويحتج عليهم أخرى، ويرسل لهم مبعوثيه
لنقاشهم حتى في اليوم الذي اجتمعوا فيه للحرب، في النهروان [2]وكانوا
اثنا عشر ألفًا ( 12000) كما قيل، فقد جعل لهم راية سلام بيد أبي أيوب الأنصاري
وقال إن من التجأ إليها فهو آمن ولا يؤاخذ بشيء، فجاء تحت تلك الراية مئات منهم،
وبعث لهم عبد الله بن عباس يناقشهم ويناظرهم، فانحاز على أثر ذلك