جامع الكتاب! وبعضهم زعم بأن الشريف المرتضى!" هو جامع " نهج البلاغة " لا أخوه الشريف الرضي، قال الذهبي: وهو - أي المرتضى - المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة».[1]

وفيما تتبع محققون كالعلامة السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب في كتابه (مصادر نهج البلاغة و أسانيده)هذه الشبهة بالنقض والرد من خلال إيراد المصادر التي نقلت هذه الخطبة قبل ولادة الشريف الرضي (ت 409 هـ) بمئات السنين في بعضها، وهذا بالطبع ما عثر عليه المحقق الحسيني دون ما أتلف أو أعيد طبعه مع حذف هذه الخطبة وأمثالها.

فإن السيد الحسيني بعدما استعرض نحو سبعة عشر مصدرا من الفريقين ذكرت فيه الخطبة بأسانيدها وهي غير منتهية للشريف الرضي أشار إلى ما تقدم ذكره قائلا: " إن المعركة حول « نهج البلاغة » منذ أن نشبت إلى يوم الناس هذا وإن اصطبغت بصبغة أدبية في ظاهرها ولكنها مذهبية في باطنها، ونستطيع أن نقطع ان هذه الخطبة هي من أعظم الأسباب التي دعت لإثارة تلك الشكوك في (نهج البلاغة) - كما ذكرنا آنفا - وبسبب اشتماله عليها وعلى مثيلاتها حمي وطيس تلك المعركة، واستعر أوارها، وعلا لهيبها".[2]

[1]) نسب الزركلي ذلك في كتابه الأعلام 4/ 278 للذهبي. فانظر إلى الأهواء كيف تتخبط بصاحبها!

[2]) الحسيني الخطيب؛ السيد عبد الزهراء: مصادر نهج البلاغة وأسانيده ١/٣٣٦، ولمن أراد تفصيل ذلك فليرجع إلى ما حبره يراع العلامة الأميني رحمه الله في الغدير ۷ / ۸۲.