ونقلت هذه الخطبة في مصادر الإمامية في مرحلة متقدمة على الشريف الرضي، فقد وردت في كتب الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (ولد نحو 306 وتوفي 381 هـ)، وفي كتاب الشيخ المفيد وهو أستاذ الشريف الرضي وليس العادة أن يروي الأستاذ عن تلميذه بل العكس.

وهناك طريق آخر يستفاد منه صحة انتسابها إليه، ما ذكره أرباب اللغة في جوامعهم وقواميسهم فإنهم عندما يمرون على كلمات هذه الخطبة يجزمون بنسبتها للإمام عليه السلام، والكثير منهم ليسوا من الإمامية، فانظر إلى أقوالهم [1]في معاني كلمات : " شقشقة هدرت" وكلمة " جذّاء " و" حليت" و" يخضمون" وغيرها.

والطريق الثالث ما يسمى بالنقد المتني وهو معروف بين العلماء، وقد أشار إليه ابن أبي الحديد في شرح النهج فإنه بعد أن نقل قول شيخه ابن الخشاب وتعليقه على كلام ابن عباس وتأسفه ألّا يكون الإمام قد بلغ حاجته، علق عليه : بأنه ما بقي شيء لم يذكره الإمام.. وسأله ابن ابي الحديد: إن كثيرا من الناس يقولون إنها من كلام الرّضي رحمه الله تعالى فقال : أنىّ للرضي ولغير الرضي هذا النفَس، وهذا الأسلوب، فقد وقفنا على رسائل الرضي

[1]) في مجمع الأمثال للميداني، ولسان العرب لابن منظور، والنهاية لابن الأثير.