responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 85

8/ كان من الطبيعي أن حملًا يتم بالطريقة السابقة لن ينتج للخلافة غير جنين مشوّه، وهو الذي وصفه الإمام بقوله :" إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ"، يقال بين نثيله ومعتلفه كناية " عن انّه لم يكن همّته الَّا التوسّع ببيت المال، والاشتغال بالنعم بالمآكل والمشارب، ملاحظا في ذلك تشبيهه بالبعير والفرس. وبنو أبيه : بنو أميّة وكنّى بالخضم وهو : الاكل بكلّ الفم عن كثرة توسّعهم بمال المسلمين"[1]ففي هذه الخلافة كما يصف الإمام عليّ عليه السلام أضحت السيطرة والاستئثار وأخذ الأموال العامة للمسلمين هي المعلم البارز، ولم يعدم الحاكمون تبريرا في ذلك، فما كان بالسر بقي مخفيًّا وما ظهر وأُعلن جُعِل تحت عنوان صلة الرحم! وهكذا. الأمر الذي أشعل في النفوس الغضب لا سيما مع كثرة الأموال التي أكلها بنو أمية من أقارب الخليفة في الوقت الذي ازدادت فيه حاجة الناس فكان ذلك ـ بالإضافة إلى أسباب أخر ـ مقدمة للثورة ضد الخليفة، وانتهى إلى ما قاله الإمام : " إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ".


[1]) البحراني؛ ابن ميثم اختيار مصباح السالكين ص ٩٥.

نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست