نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 93
وكان بإمكان أمير المؤمنين عليه السلام أن يستفيد من
تلك الفرصة كما يفعل السياسيون قديما وحديثا في إضعاف السلطة القائمة بأن يتحالف
مع القوة المضادة، أو أن يبتز السلطة القائمة لتحقيق مطالبه، إلا أنه (أمير
المؤمنين) فتراه بعدما أمسك يده عن البيعة في ما سبق، جاء في هذا الظرف لكي يضع
يده لقوة الدولة المسلمة التي أخذت منه! فيقويها في وجه أعدائها لأن الخطر هنا
متوجه إلى دين الإسلام نفسه وإلى بقاء الشريعة! وعبر عن ذلك بقوله : "فنهضت
في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه".[1]
ونحن وإن كنا لا نعتقد بما ذهب إليه بعض أتباع
الاتجاه الرسمي ومدرسة الخلفاء من المبالغة في ذكر تأييد الإمام للخلافة، وحاولوا
الاستفادة من ذلك عقائديًّا في إثبات مشروعية الخلافة.
3/
كان الإمام يرى نفسه ـ كما هو الحق ـ أولى من غيره بالخلافة، تبعًا لتعيين رسول
الله إياه، وتبعًا لمقوماته