responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 96

من ظلامات، وبين السعي للحفاظ على الكيان الإسلامي (الدولة) ومقاومة محاولات تهديمها، إذ قد ينتهي ذلك إلى تهديم الدين، وجهود النبي صلى الله عليه وآله، وتتراوح بين السماح لأصحابه بالمساهمة السياسية (كولاة) أو العسكرية (كقادة جيوش) أو المساهمة الشرعية في توضيح المنهج الصحيح، وفي نفس الوقت بيان أحقيته من غيره! ولا يمنعه ذلك من أن يساعد بالرأي الناضج وببيان الحكم الشرعي الصحيح، وينقذ الجهاز الحاكم من ورطات كثيرة في القضاء.

وكان الخليفة الثاني يعلم بكفاءات أمير المؤمنين عليه السلام وأنه لو وليهم لحملهم على المحجة الواضحة، ويعلم في نفس الوقت بصفاء نفس الإمام وأنه ـ مع احساسه بالظلم الذي جرى عليه [1]ـ لم يكن ليتآمر، أو يتحرك بخبث السياسيين، أو ينتهز الفرص للإطاحة بخصومه، فكان الخليفة يقنع بهذا المقدار، ولا


[1]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة١٢/ ٢٠ : نقل فيه حوارا بين عمر بن الخطاب وبين عبد الله بن عباس، فقال عمر : : كيف خلّفت ابن عمك؟ فظننته يعني عبدالله بن جعفر. قلت : خلّفتُه يلعبُ مع أترابه.
قال : لم أعنِ ذلك، إنّما عنيتُ عظيمكم أهل البيت.
قلت : خلّفُته يمتح بالغرْب(يسقي بالدلو) على نخيلات من فلان، وهو يقرأ القرآن.
قال : عبدَالله، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها؟ هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قلت : نعم.
قال : أيزعم أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ نص عليه؟ قلت : نعم وأزيدك، سألت أبي عَمّا يدّعيه، فقال : صدَق.
فقال عمر : لقد كان من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في أمره ذَرْوٌ من قول لا يثبتُ حُجّةً، ولا يقطع عذرا، ولقد كان يربَع في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيْطة على الاسلام!

نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست