للّه مرتضع لم يرتضع أبداً

من ثدي أنثى ومن طاها مراضعه

يعطيه إبهامه آنا وآونة

لسانه فاستوت منه طبايعه

سٍرٌّ به خصه باريه إذ جمعت

وأودعت فيه عن أمر ودائعه

غرس سقاه رسول اللّه من يده

وطاب من بعد طيب الأصل فارعه[1]

والقائلون بهذا اعتمدوا كما يظهر على ما ورد في الكافي[2] من مرسلة[3]محمد بن عمرو الزيات عن الصادق عليه السلام : لم يرتضع الحسين عليه السلام من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى به النبيّ صلى الله عليه وآله فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث، فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول اللّه صلى الله عليه وآله ، ودمه.

وفي رواية أخرى (مرسلة) عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن النبيّ صلى الله عليه وآله كان يؤتى به الحسين عليه السلام فيلقمه لسانه، فيمصّه، ويظهر من بعض ما نقل أن ذلك كان بسبب مرض ألمّ بالسيدة الزهراء عليها السلام .

وبالرغم من أن الأمور الغيببة والكرامات الإلهية في حق أهل البيت عليهم السلام ليست غريبة ولا مستنكرة إلا أننا نحتمل أن قضية ارضاع

[1] أدب الطف أو شعراء الحسين عليه السلام ، ج ٦، جواد شبر، ص ٥٠.

[2] الكافي، ج ١، الشيخ الكليني، ص ٥١٢ كذلك الصدوق /في علل الشرائع 1/206 بسند ضعيف أيضا.

[3] محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر والزيات، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام .