نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 149
استقرار خلافة الخليفة
الأول والثاني، ومع
ذلك سجل الحسين
هذا الموقف، وقد
تعجب الخليفة من ذلك وأراد أن يعرف هل كان
الحسين مدفوعاً من أحد وملقناً من شخص كأبيه مثلا؟
فسأله: من علّمك؟
-يعني أن تقول
هذا الكلام- فقال
له: ما علمني
أحد!
صحيح
أن الموقف العام
الذي التزم به أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو «قَدْ
عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ
النَّاسِ بِهَا مِنْ
غَيْرِي -ووَاللَّه لأُسْلِمَنَّ
مَا سَلِمَتْ أُمُورُ
الْمُسْلِمِينَ- ولَمْ يَكُنْ
فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا
عَلَيَّ خَاصَّةً -الْتِمَاساً
لأَجْرِ ذَلِكَ وفَضْلِه-
وزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوه
مِنْ زُخْرُفِه وزِبْرِجِه»[1] كان ملزما لأتباعه
وبالطبع لأبنائه في أول الناس، وأنه
كان لا يريد
المعارضة الصريحة التي
تنتهي إلى صراع
عسكري أو سياسي
فتقسم المجتمع المسلم،
ولكن هذ لا يمنع أن يوضح
هو -أو شيعته
وأبناؤه- ظلامة الإمام
والاسلام. متى ما كانت الفرصة مناسبة،
وقد بينا عند
تحليل شخصية عبد
الله بن عباس[2] ابن
عم الإمام هذا
الجانب. ولقد كان
يلحظ الإمام الحسين عليه السلام احتياج الخلافة ممثلة
في شخصها الأول،
إلى علم أبيه
ومعرفته بأحكام الدين،
ولولا إشارات الإمام
علي عليه
السلام وارشاداته، وحله
[1] نهج
البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام : تحقيق صبحي الصالح ص ١٠٢.