نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 172
الناس في النملة
والقملة! صف لي إلهك الذي تعبد؟
فأطرق ابن عباس
إعظامًا لقوله، وكان
الحسين بن علي
جالسًا ناحية، فقال:
إلي يا بن الأزرق، قال: لستُ
إياك اسأل. قال
ابن عباس: يا بن الأزرق إنه
من أهل بيت
النبوة وهم ورثة
العلم، فأقبل نافع
نحو الحسين، فقال
له الحسين: يا نافع إن من وضع دينه على
القياس،[1] لم
يزل الدهرَ في الالتباس، سائلًا إذا
كبا عن المنهاج
ظاعنًا بالاعوجاج، ضالاً
عن السبيل، قائلاً
غير الجميل، يا ابن الأزرق: أصف
إلهي بما وصف
به نفسه وأعرفه
بما عرف به نفسه؛ لا يدرك
بالحواس،[2] ولا
يقاس بالناس،[3] قريبٌ غير
ملتصِق، وبعيدٌ غير
منتقَص، يوحَّد ولا
يبعَّض، معروفٌ بالآيات،
موصوفٌ بالعلامات لا إله إلا هو الكبير المتعال. فبكى
ابن
[1] انتقاد
منهج القياس وتخطئته كان منذ زمان أمير المؤمنين عليه السلام فإنه تنقل عنه كلمة تشبهها كلمة الإمام الحسين عليه السلام هنا. ولا يعود إلى زمان الإمام الصادق وأيام أبي حنيفة النعمان، ولعل الانتقاد لهذا المنهج باعتبار أن التيار القرشي
كان يوظف هذا المنهج في العقائد وهو
أسوأ من توظيفه في
الفقه والفروع.
[2] فيه
رد على القائلين بإمكان رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة، في تفسيرهم الظاهري
لقوله تعالى إلى ربها ناظرة.
[3] فإن
هؤلاء شبهوا ربهم بخلقه، فكما فسروا مثل آية {يد الله فوق
أيديهم} باليد (عضو البدن) وزعموا أنها يد متناسبة مع
عظمة الله!! فانتهوا إلى التجسيم، بل أكثر من
هذا لقد شبهوه تشبيها كاملا بخلقه فأحدهم قد كتب كتابا
في أن عقيدة أهل
الإيمان في خلق آدم
على صورة الرحمن، ذكر فيه الأحاديث الصحيحة الواردة في خلق آدم
على صورة الرحمن وفيما يتعلق بمجيء الرحمن يوم القيامة على صورته وأوضح أن الضمير في
الحديث في خلق آدم
على صورته يعود إلى الله عز وجل!! أقول:
لقد تعرضنا لمنبع هذه الفكرة وأساسها في كتابنا: من
قصة الديانات والرسل، فليراجع.
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 172