نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 191
ذوات المعازف، وضروب
الملاهي، تجده ناصراً
ودع عنك ما تحاول، فما أغناك
أن تلقى الله
بوزر هذا الخلق
أكثر مما أنت
لاقيه، فو الله
ما برحت تقدم
باطلاً في جور،
وحنقاً في ظلم،
حتى ملأت الأسقية،
وما بينك وبين
الموت إلا غمضة،
فتقدم على عمل
محفوظ في يوم
مشهود، ولات حين
مناص.[1]
والإمام
الحسين
عليه السلام هنا بعد أن وجه الاتهام لمعاوية
بأنه استأثر حتى
أجحف بسائر الناس،
ومنع حتى بخل،
وجار حتى تجاوز،
عطف الكلام على
يزيد الذي جاء
أبوه يسوّقه بين
من يعرفه ويعرف
سيرته. فقال له: «كَأَنَّكَ تَصِفُ مَحْجُوبًا
أَوْ تَنْعَتُ غَائِبًا»، أي: كأنك
تتحدث عن أحد
ليس معروفاً عندنا،
كلا الرجل معروف
عندنا تمامًا، وموقعه
وخبراته وتوجهاته نعرفها،
فينبغي أن تتركه
مع ما هو خبير فيه من التحريش بين الكلاب
المتهارشة، والسباق بين
الحمام والطيور كما
يفعل البطالون، والفتيات
المغنيات وأدوات اللهو،
فهذه الميادين تشهد
بخبرته فيها، وأما
الخلافة وسياسة الناس
فهذا أمر غريب
عنه وليس من قماشه ونسيجه!
ثم حذره بأن يومه
قريب فلا ينبغي
أن يجمع فوق
سيئاته سيئات ابنه،
وأوزاراً فوق أوزاره،
إلا أن معاوية
الذي أشرب قلبه
حب ابنه،