نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 195
كانت
لنبي أو وصي
أو إنسان عادي،
تحتوي على مجموعة
غرائز، من فرح،
وغضب، وحزن، وخوف،
ورجاء، وهكذا. ووجود
هذه الغرائز وما
يتبعها من الصفات
حالة طبيعية، وليست
مذمومة، والمذموم منها:
هو ترتيب الأثر
الخاطئ على هذه
الغرائز.
ففي
غريزة الفرح، عندما
يخرج الإنسان إلى
حالة البطر، فيفقد
السيطرة على نفسه
آنئذ يتحقق فيه
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ[1]. ومثل ذلك
في الحزن فإنه
شعور غريزي طبيعي
في الإنسان، وليس
مذموماً. ويصبح مذموماً
عندما يتحول إلى
جزع، فيخالف التوكل
على الله، ويعارض
الرضا بقضاء الله،
عندئذ يخاطَب حامله
بـ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا،[2] فيُنهى
عن الحزن هنا.
والخوف
كذلك، غريزة طبيعية
داخل الإنسان. إذ ليس جماداً ولا
إسمنتا، بل هو كائن عاقل له مشاعر، ولا يمكن
أن يوصف شعور
الخوف بكونه مذموما،
نعم عندما يؤثر
على الإنسان، فيمنعه
أن يقوم بواجبه،
كأن يُدعى إلى
الجهاد، فيقول: أنا
خائف، يُدعى إلى
كلمة الحق، فيمنعه
الخوف من ذلك،
وهكذا تراه يترك
الواجبات لتخوفه من النتائج المترتبة عليها،
هنا يصبح الخوف
مذموما.