نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 196
وإلا
فقد كان لدى
أنبياء الله والأوصياء
من الحزن الكثير
كالنبي يعقوب، لكن
كان موقفه فيه
ما نقله القرآن
الكريم بقوله إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ[1]ومثله ما نقل
عن الإمام زين
العابدين، من كونه
أحد البكائين الذين
حزنوا على أبيه
الحسين عليه السلام فهو
لم يخرجه عن الايمان بقضاء الله
وإنما كان يقربه
إليه.
فأحد
الأجوبة أن الحزن
والخوف بذاتهما لا محذور فيهما أن يكونا في النبي
والوصي وإنما المحذور
هو تحول ذلك
الشعور إلى مانع
عن الجهاد أو عائق عن أداء
الواجب، وهذا ما لم يحصل لا من النبي موسى عليه السلام ولا من الإمام
الحسين
عليه السلام .
وهناك
جواب آخر: وهو
أن جهة هذا
الخوف جهة رسالية،
فالقرآن يقول عن النبي موسى أنه
فخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا،[2]لكن ما هي جهة خوفه؟
وعلى أي شيء
كان خائفا؟ تفسره
آية أخرى: هي فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسى.[3]وهناك فرق
بين: فأوجس على
نفسه خيفة، وبين
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً،
هذا الخوف على
ماذا كان؟ على
أموال يخسرها، أو على أولاده وعائلته؟
أو هو على
عمره وحياته؟ كلا
وإنما كما ورد
عن أمير المؤمنين عليه السلام كان خائفاً