نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 198
إن هذا ليضيء لنا
الطريق أمام الحديث
عن بواعث نهضة
الحسين
عليه السلام .
فإن
من بواعث خروج
الإمام الحسين عليه السلام ؛ التخوف من انهيار صورة الإسلام
والنموذج الإسلامي عند
المسلمين جميعا، كيف؟
جاء
نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وقدم صورة للناس
عن الدين والإسلام
ناصعة شديدة البياض،
فلما وصلنا إلى
ما بعد رسول
الله صلى
الله عليه وآله ،
اعترى هذه الصورة
تشويش، اختلف باختلاف
مراحله الزمنية شدة
وضعفًا. ولما وصلنا
إلى زمان معاوية،
عبّر الإمام أمير
المؤمنين
عليه السلام عن تلك المرحلة،
بأنه: «لُبِسَ فِيهَا
الإسلام لِبْسَ الْفَرْوِ
مَقْلُوبًا»[1]،
وفي هذا التشبيه
جهات ملفتة للنظر،
فإن الفروة عندما
تلبس بشكل مقلوب،
تصبح قبيحة المنظر
لكون وجهها باطنها
وبالعكس، وأيضا فإنها
تصبح غير ذات
أداء وكفاءة؛ إذ أن المفروض من الفروة أن تحمي
من البرد. فإذا
عكستها، لا تعطيك
النتيجة الكاملة.
يعني
كان الإسلام مهددا
بأن يصبح في ذلك الزمان، لا جاذبية فيه للناظر،
ولا فاعلية فيه
لمن يمارسه.
ولكي
نعرف أهمية نهضة
الحسين
عليه السلام في الحفاظ على
نموذج الإسلام