نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 201
ولاية يزيد واستلامه
الخلافة بعد أبيه،
أن يخرج من المدينة. وكان هذا
هو القرار الأصوب
والأسلم بحسب منطق
الواقع آنئذ، والسبب
هو ما أشار
إليه بعض الباحثين
من أن المدينة
المنورة -مع قداستها
الدينية- كانت من الناحية الاستراتيجية مقبرة الثورات-
فما من ثورة
قامت في المدينة
المنورة، إلا وخمدت
في مكانها؛ ثورة
عبد الله بن حنظلة، غسيل الملائكة،
حدثت بعد نهضة
الإمام الحسين عليه السلام ، وقضي عليها
قضاء مبرمًا، ولم
يكن حال حركة
أنصار بن الزبير
فيها أحسن حالاً،
وهكذا كان في زمان العباسيين ثورة
محمد بن عبد
الله بن الحسن
المثنى بن الحسن
السبط -النفس الزكية-
فإنها لم تلبث
أن أخمدت وصفيت
تصفية كاملة، وبعدها
حركة -شهيد فخ- الحسين بن علي
بن الحسن المثنى
بن الحسن السبط،
ويرجع الباحثون الأمر
إلى أن المدينة
من الناحية الجغرافية
ليس لها امتدادات،
كما أنها لا تملك عمقاً بشرياً
بتداخلها مع مجتمعات
أخرى أو بلدات
متلاصقة، وعدد سكانها
ليس كبيراً.
إن كل هذه الظروف
لا تجعلها مؤهلة
من الناحية الاستراتيجية
لكي تقاوم السلطة
المركزية التي بإمكانها
أن تحاصرها بسهولة
وأن تقتحمها بقوة
عسكرية كبيرة، وهذا
ما حصل مع الثورات المختلفة التي
قامت فيها.
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 201