نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 203
وجمع الأموال، ولا
يرجون آخرة. وقد
يكونون من (المتدينين)
لكنهم يحصرون دينهم
في الأعمال الفردية
والعبادات الشخصية ولا
يعرفون الدين خارج
إطار المسجد، وإذا
ما تعارض (دينهم)
مع ما يعملون
ويأملون يزيحون الدين
ويتخذون لهم المعاذير،
ويتبعون من يسكت
نداء الضمير في نفوسهم. وقد يكون
بعض هؤلاء يرفعون
لواء (خوف الفتنة)[1] فهم
يتبعون الظالم ويشيدون
بنيانه خوفا من الفتنة أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ.[2]
وهناك
فئة ثانية تصوب
موقف الإمام الحسين عليه السلام في رفضه البيعة
ليزيد، وإعلانه المقاومة
للمشروع الأموي لكنهم
بين مشفق عليه
وخائف على حياته،
وبين مناصر له ومستعد للدفاع عنه
والكون معه، وهذه
الفئة هي النواة
التي خرج بها
الحسين من المدينة
إلى مكة، وظلت
تناصره إلى الأخير.
وفئة
ثالثة: لم تكن
ترى أن الأمر
يعنيها، فهي لاهية
بأمور حياتها، ولا
ترى الأمر مرتبطاً
بها، فلا هي معارضة للحكم
[1] قد
رفع معاوية في وجه الإمام
الحسين عليه السلام سيف الفتنة وأن لا يبغي الحسين
بزعمه الفتنة في الأمة فأجابه
الإمام الحسين عليه السلام بصرامة (إني لا أعلم فتنة
أضر على الأمة من ولايتك عليها)!
والعجيب أن بعض من
عاصر نهضة الحسين كان يخشى الفتنة! وكأنّ ولاية يزيد عليها هي تحقيق للأمان
والاستقرار والبصيرة!.