نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 225
فكان
أنسب قرار اتخذه
الإمام الحسين عليه السلام هو خروجه
من مكة حفاظاً
على حرمتها وحرمة
الموسم، وسلامة الحجاج،
وفي ذلك معنى
مهم ينبغي أن يتعلمه طالبو الإصلاح
الاجتماعي فإن بعض
هؤلاء في سبيل
مقاومة طغيان السلطة
السياسية، لا مانع
عنده أن يجر
البلد بكامله إلى
حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر،
وقد رأينا في عالمنا الاسلامي خلال
العقود الأربعة الماضية
من الزمان، كيف
أن بعض هؤلاء
يواصل ما يراه
طريقاً للإصلاح حتى
لو أدى إلى
تهجير آلاف البشر
من بلدانهم، أو أدى إلى مقتل
أمثالهم في المعارك
أو في غيرها،
بل لو رجع
البلد بمرافقه إلى
الخلف عشرات السنين
كل ذلك فداء
لما يراه هو من لزوم الإصلاح.
وها
هي بعض بلدان
العالم الاسلامي لا تزال تعيش آثار
تلك التحركات التي
سحب طالبو الإصلاح
المجتمع معهم في هذه المعمعة فلم
يخرج منها. هنا
من المهم أن يتعلم هؤلاء من كلمات الحسين عليه السلام منهجاً، حين
يرى أنه (لأن
أقتل خارج الحرم
بشبر أحب إلي
من أن أقتل
داخله بشبر([1] وحين يدعو
الناس إلى نصرته
لا يقول أنا
مقيم بينكم وأتخذكم
دروعا بشرية وإنما
يقول (فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا).[2]
[1] ابن
الأثير؛ الكامل في التاريخ 4/38،
قاله عليه السلام لابن الزبير في مكة: «واللَّه لئن أقتل خارجا منها بشبر أحبّ إليّ من أن أقتل
فيها، ولأن أقتل خارجا منها بشبرين أحبّ إليّ من أن أقتل
خارجا منها بشبر».