نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 231
متساهلا
مع الحسين حتى
خرج من المدينة
إلى مكة، فأراد
عمرو هذا أن يضرب ضربته القوية
التي تعد رافعة
له في المناصب
السياسية فلو تمكن
من قتل الإمام
الحسين فسينظر إليه
على أنه المنقذ
للدولة من أخطر
أعدائها وفي هذا
ما يستطيع المتاجرة
به في سوق
المناصب.
إضافة
إلى ما سبق
ذكره من أنه
لم يكن يريد
أن تهتك حرمة
الحرم والحج والبيت
والشهر الحرام، فتكون
سابقة سيئة.
إذن
فإن البقاء في مكة لا يصلح
بأي حال من الأحوال فلا بد أن يتجه إلى
بلد معين، وباستعراض
المناطق الإسلامية آنئذ
لم يكن هناك
أفضل من الكوفة؛
فإن باقي الأماكن،
كالبصرة، وهي المصر
الكبير الآخر في العراق، لم تكن
شيعية الهوى في جمهورها العام بالإضافة
إلى أن وجود
عبيد الله بن زياد المتنفذ فيها
لم يكن ليسمح
للإمام الحسين عليه السلام باختيارها كمنطقة
يتوجه إليها، ولم
يكن التوجه إلى
اليمن بالرغم من وجود تشيع عريض
فيها لأهل البيت عليهم السلام ،
ولو على المستوى
النفسي والقلبي، إلا
أنها بالإضافة إلى
كونها بعيدة جغرافيا
عن موقع التأثير
السياسي، فلا هي منطقة مركزية في العالم الاسلامي ولا
موقع ديني متميز
لها كالمدينة، وتكاد
تكون قد فرغت
من العناصر المهمة،
فقد انتقلت القبائل
المؤثرة وزعاماتها إلى
الكوفة منذ وقت
مبكر وانقطعت عن
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 231